dahaboubaker مشرف
عدد الرسائل : 1065 العمر : 65 مناهل الاحسان2 : قوقل العمل/الترفيه : انترنت المزاج : رايق نقاط : 1837 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/01/2009
| موضوع: عرض الرسول نفسـه على القبائـل بيعة العقبة الأولى والثانية الأربعاء أبريل 14, 2010 1:48 pm | |
| عرض الرسول نفسـه على القبائـل استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام فكان يخرج إلى الأسواق القريبة من مكة وينادى: (يا أيها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا.. من يؤويني من ينصرنى، حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة) وانتهز موسم الحج وعرض نفسه على القبائل العربية الوافدة على مكة ليحموه وينصروه ويتبعوا ما جاء به عرض نفسه على قبيلة كنده فأبت عليه، وقبيلة كلب فلم يقبلوا منه، وبنو حنيفة فلم يكن أحد من العرب أقبح ردا عليه منهم. أما بنوا عامر فقالوا إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالف أيكون لنا الأمر من بعدك، قال: الأمر لله يصنعه حيث يشاء، قالوا: لا حاجة لنا بأمرك، وهكذا امتنعت القبائل العربية عن السماع لدعوته ومع ذلك لم يتوان فى إبلاغها.
بيعة العقبة الأولى ووسط هذه الغيوم الملبدة، ووسط هذا الظلام الحالك، لاحت بشائر الخير ولمعت خيوط فجر من بعيد آتية من جهة يثرب، وذلك عندما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على نفر من الخزرج فاستجابوا لدعوته. وكانت اليهود أحد الجماعات التى تسكن يثرب وهم أهل كتاب، فأشعلوا فى يثرب أن نبيا فى العرب سيبعث، وحان وقت ظهوره، وأنهم سيتبعونه وينتصرون به على العرب (الأوس والخزرج). فلما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم وكانوا ستة تذكروا مقالة اليهود لهم، فقالوا: والله انه للنبى الذى توعدكم به اليهود فلا يسبقنكم إليه، فأجابوه إلى الإسلام، وواعدوه اللقاء العام القادم، ورجعوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام فاتبعهم فريق منهم وسرعان ما انتشر الإسلام فى يثرب فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها خبر عن الدعوة الإسلامية ورسولها. وفى موسم الحج التالى وفد على مكة اثنا عشر رجلا من مسلمى يثرب عشرة من الخزرج واثنان من الأوس، تقابلوا مع رسول الله عند العقبة وبايعوه بيعة عرفت فى التاريخ الإسلامي ببيعة العقبة الأولى أو الصغرى. بايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا، ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يلأتوا ببهتان يفترونه بين أيدهم وأرجلهم ولا يعصوه فى معروف، فقال لهم الرسول: إن وفيتم فلكم الجنة، وان نقضتم، فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء عذب وان شاء غفر، عرفت هذه البيعة ببيعة النساء لأنها على نفس الشروط التى بايعت النساء عليها رسول الله بعد فتح مكة. وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم مصعب ابن عمير ليقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم، فكان أول سفير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجح مصعب فى نشر الدعوة الإسلامية ودخل أهل يثرب فى دين الله أفواجا، ولم يمر عام على مصعب بها، ولم يبق دار من دورها الا وفيها رجال مسلمون ونساء مسلمات، بل دخلت قبائل بأكملها رجالها ونسائها، صغارها وكبارها فى الإسلام دفعة واحدة.
بيعة العقبة الثانية وفى موسم الحج التالى وفد مع حجاج يثرب ثلاثة وسبعون رجلا، وامرأتان من المسلمين ومعهم مصعب ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسر الرسول بانتشار الإسلام بين أهل يثرب ووجد فيهم المنعة والنصرة والحماية، ووجد المسلمون فى يثرب الملجأ والملاذ والمأوى فتاقت نفوسهم وهفت إليها أفئدتهم وتمنوا ساعة الخلاص. تواعد الرسول ومسلمو يثرب اللقاء فى العقبة فى ليلة الثاني عشر من ذى الحجة على أن يكون سرا حتى لا تعلم قريش أو مشركوا يثرب به فيفسدوه، ولما حان الموعد بدأ المسلمون يتسللون تسلل القطا - وهو طائر معروف بالخفة والحذر - إلى مكان الاجتماع وخرج إليهم الرسول ومعه عمه العباس وكان لا يزال مشركا ولكنه أراد أن يتثبت لابن أخيه من أهل يثرب، وكان أول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج، إن محمدا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن على مثل رأينا فيه، فهو فى عز من قومه ومنعه فى بلده، وأنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحاق بكم، فأن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، وما منعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وان ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه فإنه فى عز ومنعه من قومه و بلده. فقال الخزرج للعباس: قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم، فأخذ البراء ابن معرور يده، وقال: نعم والذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا- كناية عن أنفسهم ونسائهم- فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر. وأراد الأنصار أن يستوثقوا لأنفسهم أيضا من الرسول فقال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله ان بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها (يريد اليهود) فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (الدم الدم والهدم الهدم) ويعنى أنا منكم وأنتم منى أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم. وقال العباس بن عبادة الأنصارى، مؤكدا البيعة فى أعناق الأنصار: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل، قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فأن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا، أسلمتموه فمن الآن، فهو والله خزي فى الدنيا والآخرة إن فعلتم، وان كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكه الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير فى الدنيا والآخرة فأجاب الأنصار: نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، ابسط يدك يا رسول الله لنبايعك فبسط يده فبايعوه. وطلب الرسول أن يختاروا من بينهم اثنى عشر نقيبا فاختاروا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، و قال الرسول لهم: أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم فأجابوه. وفى الصباح علمت قريش بأمر البيعة وأن أهل يثرب قد بايعوا محمدا ليخرج إليهم ويمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأولادهم، فوقع فى أيديهم وطاش صوابهم وخرجوا مسرعين إلى منازل أهل يثرب يسألونهم: إنا قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجوه من بين أظهرنا وتبايعوه على حربنا، وإنا والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم. فسكت المسلمون وقام أهل يثرب يحلفون لهم ما كان من هذا من شئ، و ما علمناه، وعاد أهل يثرب الى بلدهم، ولكن قريشا تيقنت خبر البيعة فخرجوا عليهم يظفرون بأهل يثرب ولكنهم لم يدركوا منهم الا سعد بن عبادة فكتفوه وعادوا به إلى مكة يضربونه ويجرونه من شعره ولم يخلصه من بين أيديهم إلا مطعم بن عدى الذى أجاره فعاد إلى يثرب. هكذا وتمت بيعة العقبة الثانية وأصبحت هجرة الرسول والمسلمين أمرا محققا، ولكنها مسألة وقت فقط. هكذا تمت بيعة العقبة الثانية وتقرر فيها أن يهاجر الرسول والمسلمون الى يثرب على أن يقوم الأنصار بحمايتهم ونصرتهم وأصبح أمر الهجرة محققا ولكنها مسألة وقت فقط. | |
|