كتب السيرة الشــــريفة بالأمثلة التي لا تعد ولا تحصى على محبة النبي صل الله عليه وسلم لأهل البيت وبديهي ان نفس النبي الزكية التي وسعت الرحمة للقريب والبعيد ، إنما كانت أكثر رحمة وعطفا علـــى أهل بيته واعز الناس عليه ، وخاصةالسيدة فاطمة البتول ، البقية الباقية من أبنائه وبنائه .
فلقــد روى ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا ، فاخر بيت يخـــــرج منه بيت السيدة فاطمة وإذا رجع من سفره فأول بيت يدخله بيتها يجلس فيه ويضــــع سيدنا الحسن على فخذه الأيمن ، وسيدنا الحسين على فخذه الأيسر ، يقبل هذه مرة ، وذاك مرد ويجلس سيدنا على والسيدة فاطمة بين يديه ، كما كان من عادته صل الله عليه وسلم ان بيت عندهم حينا بعد حين ، ويتولــــــــى خدمة الأطفال بنفسه وأبواهما قاعدان .
وقـــــد روى ان سيدنا الحسين قد ركب على ظهر جده النبي صل الله عليه وسلم وهو ساجد في الصلاة فرفعه النبي صل الله عليه وسلم رفعـــــــا خفيفا ، ولما فرغ من الصلاة وضعه في حجره ، فكان يدخل أصابعه في لحيته والنبــــــي صل الله عليه وسلم يضمه ويقبله ويقول : ( اللهـــــم إني أحبه فأحبه ) ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم مرة وهو يحمل سيدنا الحسين ، فقابله رجل فقال : نعــــــم المركب ركبت يا غــــــلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ونعم الراكب هو ) وخرج النبي صل الله عليه وسلم يوما من بيت عائشة قمر ببيت السيدة فاطمة فسمع سيدنا الحســـين يبـــــكي فمس بكاؤه شفاف قلبه صل الله عليه وســـــلم فهرع إلى فاطمة وقال لها : الم تعلمنــــي ان بكاءه يؤذينــــــي وفي ذات يوم بينما كان البني صل الله عليه وسلم يخطب ويعظ المسلمين في مســــجده الشريف ، جاء ســــيدنا الحسن وسيدنا الحسين إلى جدهما ، وعليهما قميصان أحمران يعثــــران ويقومان ، فلم يتمالك النبي صــــل الله عليه وســـلم نفسه ، وترك الوعظ ونزل إليهما فأخذهما وعاد إلى المنبر ، وهو يضمهما ويشمهما ثم وضعهما في حجره ، وقال صدق الله العظيم : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ ) .
وهكذا كان من الطبيعى ان يكون حب أهل البيت جـــزاء لا يتجــــــــزأ من الحب لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ومن الحب لله تعالى