من معجزات رسول الله صل الله عليه وسلم أن المسجد كان على جذوع نخل مسقوفاً
وكان إذا خطب يلازم فى قيامه جذعاً منها معروفاً ، فلما صنع منبره العلى الدرج الرفيع المنار
سمع الناس لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار ، حتى أرتج المسجد بخواره وكثر البكاء لتصدعه
وأنكساره ، فوضع يده الكريمة عليه فسكت ، والتزمه لما علم حنينه إليه فصمت
ولو لم يلتزمه أعلى الله مقامه ، لبقى كذلك إلى يوم القيامة .
وفى رواية أنه دعاه فجاء يخرق الأرض طائعاً ، فالتزمه ثم أمره فعاد إلى مكانه راجعاً
وفى أخرى قال له : إن شئت أردك إلى ما كنت فيه مع الشجر ، تنبت عروقك ويكمل خلقك
ويجدد لك خوص وثمر ، وإن شئت أغرسك فى الجنة ، فقال : بل تغرسنى فيها ولك المنة ، رغب لسعادته فى دار البقاء ، وأختارها لخيره على دار الفناء .
وفى رواية فأمر به فدفن تحت منبره ليصلى إليه ، فلما هدم المسجد أخذه أُبًى فكان عنده رحمة الله عليه .
الجذع حـــــــن إلى الرســـــــول المصطفـــــى ...... بالله أقســـــــــم أنه معــــــــذور
قد كان حال القــــــــرب من أنــــــــــــــواره ....... فى نعمـــــــــة أقبالهــا مأثــــــــــور
فغدا لفرقـــــــــة بدره متصدعـــــــــاً ..... يبدى الأنيـــــــــن وقلبــــــه مكســـــــــــــــور
من ذا الذى يقـــــــــوى على هجــــــران من .... بين البريــــــة فضلـــــــه مشهــــــــــور
وخرج صل الله عليه وسلم فى نواحى مكة فى بعض الأيام ، فما أستقبله شجر ولا حجر إلا شافهه بالسلام .
ولما أتى جبريل بالرسالة المعظمة إليه ، جعل لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه
وأمنت الأبواب والجدران على دعائه ، وكان كل من الحجر والشجر يسجد له إذا مر بإزائه
وعرض الإسلام على بعض العرب ، فقال من يشهد لك على ما تقول بالصواب
فأشار إلى سمرة بشاطئ الوادى ، فأقبلت تخد الأرض بحضرة الحاضر والبادى ، حتى قامت بين يديه فشهدت ، ثم صارت إلى مكانها بعد ما وردت .
وسأله أعرابى آية تكون سبباً للهداية ، فأمر بدعوة بعض الشجر فأقبلت الشجرة إليه ، ممتثلة لما أمر فسلمت عليه ، ووقفت بين يديه ، ثم رجعت بإشارته إلى منبتها .
وذهب لحاجته فى بعض مغازيه ، وأسامة بن زيد صحبته يناجيه ، فأمره أن يدعو له نخلات وستارة ، ليكن له بمنزلة الوقاية والستارة ، فتقاربت النخلات حتى عدن لزاماً وتعاقدت الحجارة حتى صرن خلفهن ركاماً ، فلما قضى حاجته رجعن بإشارته إلى موضعهن .
والضب كلمه فى محفل من أصحابه ، وقال له لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة حال خطابه
ونطق بربوبية إله الأولين والآخرين ، وشهد أنه رسول رب العالمين وخاتم النبيين .
وأخبر الذئب راعى الغنم بنبوته وعظمته ، وقتاله المشركين حينئذ وعلو كلمته ، فحكمه الراعى فى غنمه ، ومضى ليحقق صدق كلمه ، فوجده فى القتال كما قال ، فأسلم وعاد واجداً غنمه على أكمل حال .
وسبح المأكل بين يديه بلغة فصيحة ، قال ابن مسعود : كنا نأكل معه الطعام ونحن نسمع تسبيحه .
وسجدت له الغنم فى حائط بعض الأنصار ، والبعير برك بين يديه ومن الذبح أستجار .
وحديث ناقته العضباء وكلامها له مشهور ومبادرة العشب إليها ، وتجنب الوحوش عنها فى الكتاب مسطور ، على أنها بعد وفاته ما أقتاتت ، ولم تأكل ولم تشرب حتى ماتت .
وأظلته حمام مكة يوم فتحها ، وأزدلفت إليه البدن فى بعض الأعياد لذبحها ، ونبتت بأمر الله تجاهه شجرة ليلة الغار ، ونسجت العنكبوت ووقفت الحمامتان ستراً له من الكفار .
وأستجارت به الظبية الموثقة فى الحبالة ، وخصته بياء النداء شاهدة له بالرسالة ، وسألته إطلاقها لترضع خشفيها ثم تعود ، فعاهدها وأطلقها فغابت ثم أتت وافية بالعهود ، فلما عادت أوثقها نظراً فى حال الصياد ، ثم أعتقها بإذنه لما أستيقظ من الرقاد .
وأمر فرسه وقد قام إلى الصلاة بالوقوف ، فما حرك عضواً حتى فرغ من صلاته وتفرقت الصفوف
وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، أرجلها مثبتة بالرصاص فى الحجارة إثباتاً محكماً ، فلما دخل عام الفتح إلى المسجد الحرام ، جعل يشير بقضيب فى يده إلى تلك الأصنام ، فوقعت لوجهها وظهورها حسب إشارته .
نبى أمر معجــــــــــزه كبيــــــــــر .... بــــه حتـــى جمــــــــــــــاد الأرض لاذا
وأقبـــل نحـــوه الحيــــوان طوعـــــاً ..... يروم بكهفـــــــــه العالــــــى عيــــاذا
غــدت دعـــــوته تحكى سهــامــاً .... إذا ما أرسلــــــت نفـــــــــــذت نفــــــــاذا
صلوات ربى وسلامه عليك يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله