كان النبى صل الله عليه وسلم أجمل الناس وداً ، وأحسنهم وفاء وعهداً
وأعدلهم حكماً ، وأسعدهم نجماً
وأوفاهم سكينة ووقاراً ، وأكثرهم تواضعاً وأقلهم كبراً ، وأظهرهم بشراً
يركب الحمار ويردف خلفه ، ويبدى للفقير والمسكين لطفه
ويأكل مع الخادم ، ويبادر إلى خدمة القادم
ويرقع ثوبه ويخصف نعله ، ويقم بيته ويخدم أهله
ويحلب الشاه ويعقل البعير ، ويجيب إذا دعى إلى خبز الشعير
ويتوكأ على العصا ويضطجع على الرمل والحصا
ويحمل بضاعته من السوق ، ويقوم بما يتعين عليه من الحقوق
ويرى أن حسن العهد من الإيمان ، ويعامل من أكرم أصحابه بأتم الإحسان
وينظر فى حال المديون والمفلس ، ويجلس حيث أنتهى به المجلس
ويكره أن يقام له إذا أتى ، وينصف المظلوم ممن تعدى عليه وعتا
حج على رحل رث الهيئة والصورة ، وأهدى مائة بدنة فى تلك الحجة المبرورة
وأدار فى سماء السعادة لنجوم أصحابه فلكاً ، وأختار أن يكون نبياً عبداً لا نبياً ملكاً
على أنه سيد البشر بلا شك وريب ، وأكرم الخلق على عالم الشهادة والغيب
كان الرسول المصطــــــــــفى ..... أوفى الأنام بعهده
وأجلهم قدراً وأكرمهم ..... بخالص وده
وأسرهم بشراً وأنجزهم .... لصادق وعده
متلطفاً متعطفاً .... متواضعاً فى مجده
يسعى لخدمة ضيفه ..... ويرى السماح برفده
والحق يتبع دائماً ..... فى حله أو عقده
كان أكثر الناس أمانة ، وأجزلهم عفة وصيانة
وأنضرهم بهجة ، وأصدقهم لهجة
وأجملهم سراً وإعلانا ً ، وأغزرهم عدلاً وإحساناً
صادقاً فى الكلام ، صادعاً بالحق فى الأحكام
أميناً فى السماء والأرض ، مكيناً عند من إليه النشور والعرض
وعده مقرون بالإيجاز ، ولفظه مشتمل على الإيجاز
ويشفع فرض الصلاة بنقلها ، ويؤدى الأمانات إلى أهلها
تعرف الجاهلية فضله قبل الإسلام ، وكانوا يتحاكمون إليه فى النقض والإبرام
يشهد وليه وعدوه بعلمه وعدله ، والفضل ما شهدت به الأعداء لأهله
نعم يعرفون الفضل منه وكيف لا ..... وقد عاينوا منه الأمانة والعدلا
ويكفيه أن الله أنزل فضله ...... وفى محكم القرآن أوصافه تتلى
وكان يتعطف على ذوى رحمه برحمته وصلاته ، ويتلطف بالصغار من أولاده حتى فى صلاته
يسكن إلى قلة الكلام ويميل ، ويعرض عمن تكلم بغير جميل
مجلسه مجلس هدى وعلم ، ومحل خير وحياء وحلم
لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تذكر فيه العورات
إن تكلم أطرق جلسائه ، وإن صمت زاد وقاره وبهاؤه
يا حبذا أوصاف عدل منصف ..... قد حارت الأفكار فى أوصافه