dahaboubaker مشرف
عدد الرسائل : 1065 العمر : 65 مناهل الاحسان2 : قوقل العمل/الترفيه : انترنت المزاج : رايق نقاط : 1837 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/01/2009
| موضوع: الهجــــــرة ونزوله صلى الله عليه وسلم بقباء ودخوله المدينة الأربعاء أبريل 14, 2010 1:50 pm | |
| الهجــــــرة وما إن عاد الأنصار إلى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين بالهجرة فخرجوا من مكة زرافات ووحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم وظلت الهجرة حوالى شهرين تقريبا (من آخر ذى الحجة إلى أول ربيع الأول) حتى خلت معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها ولم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر وعلي وآل بيوتهم والمستضعفين من المسلمين. وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا فحاولوا منع المسلمين بشتى الطرق الإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا، فتآمروا بالرسول صلى الله عليه وسلم فى دار الندوة واستقر رأيهم على الفتك به بطريقة تضمن تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتى المطالبة به فانتقوا من كل قبيلة شابا قويا، وأوكلوا إليه حصار بيت الرسول وأن يقتلوه بضربة واحدة، ولكن كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم. كما قال تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، فأطلع رسوله على تدبير قريش وأوصى إليه بالهجرة إلى يثرب فنام علي فى فراش الرسول وتغطى ببردته ليغرر بالمحاصرين، واصطحب الرسول معه أبا بكر وخرجا ليلا إلى جنوب مكة واختفيا فى غار جبل ثور ومكثا فيه ثلاثة أيام وكان عبد الله بن أبى بكر وأخته أسماء يحملان الأخبار والطعام والماء إليهما. جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتت تحرس علي وأن الرسول خرج من مكة سليما معافى، فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل مكان ووصل بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبئ فيه الرسول وصاحبه، ولكن جند الله كانت تحرسه وتسهر عليه وأيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام والعنكبوت وجندا لم يشاهدوها وهى التى عناها الحق فى قوله تعالى: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}. وبعد أن مكثا فى الغار ثلاثة أيام ركبا صوب يثرب وكان عليهما أن يختارا طريقا غير الطريق المعهود حتى لا تظفر بهما قريش فاتخذا من (عبد الله بن أريقط) دليلا لهما فسلك بهما الطريق الغربى المحاذى للبحر الأحمر وهو طريق وعر غير مسلوك لكثرة ما فيه من صعوبات ومشاق تحملها الرسول وصاحبه وقطعوا مسافة 510 ميلا تحت الشمس الحارقة تطاردهم مكة بأسرها وقد أدركهم بعض المطاردين فحماهم الله منهم، قطعوا المسافة فى ثمانية أيام ووصلوا الى قباء ضاحية يثرب يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول. و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أن نذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي. استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكى (من البعثة حتى الهجرة) اثنتى عشرة سنة وخمسة أشهر وواحد وعشرون يوما نزل فيها على الرسول صلى الله عليه وسلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة مائة وأربع وعشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى والمدنى. واشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية، كما يتميز بأنه تشريع كلي، أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام جزئية ويمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى. أولا: الوحدانية ورفض عبادة الأوثان وأن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد. ثانيا: تقرير فكرة البعث والحساب واليوم الآخر وأن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله {فلا تزر وازرة وزر أخرى}. ثالثا: وحدة الرسالات السماوية وأنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى. رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد من ربه والتى تبعده عنه. خامسا: إذابة الفوارق بين الطبقات وإلغاء العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات فكلهم من ذكر وأنثى، وأن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}. سادسا: فرضت الزكاة والصلاة فى هذا العصر.
كيف استقبلت المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترامت الأخبار بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، فكان الأنصار يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح إلى ظاهر المدينة ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يبرحون حتى تغلبهم الشمس على الظلال فيدخلون بيوتهم، وكان الزمن صيف وحر. وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس البيوت، وكان اليهود يرون ما يصنع الأنصار، فلما رآه رجل من اليهود صرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة (وهي جدة للأنصار ينسبون إليها، وهي بنت كاهل بن عذرة)، هذا صاحبكم قد جاء. فخرج الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه، وأكثرهم لم يكن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، وازدحم الناس ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ما يميزون بينه وبين أبي بكر، وفطن لذلك أبو بكر فقام يظله بردائه فانكشف للناس الأمر. واستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ يقول أنس رضي الله عنه فما رأينا منظرًا شبيهًا له. وخرج الناس حين قدما المدينة في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء رسول الله وكانت البنات ينشدن في سرور ونشوة. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ما دعا لله داع وجب الشكر علينا جئت بالأمر المطاع أيها المبعوث فينا مرحبا يا خير داع جئت شرفت المدينة يقول أنس بن مالك الأنصاري، وهو غلام يومئذ: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم دخل المدينة فما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوء من يوم دخل المدينة علينا، وكان فيمن خرج لينظر إليه قوم من اليهود فهم عبد الله بن سلام الذي قال حين رآه: فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما سمعت منه (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
نزوله بقباء - ضاحية المدينة وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف، فنزل على كلثوم بن هدم وقيل بل نزل على سعد بن خيثمة، والأول أرجح واختلف في المدة التي مكثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء، وأكثر ما قيل اثنتين وعشرين ليلة، وذكر البخاري أنه أقام بضع عشرة ليلة والأشهر ما ذكره ابن إسحاق أنه مكث أربعة أيام من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة. وقد أسس في هذه المدة التي اختلف فيها مسجد قباء، وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}. ويقول ابن إسحاق: أنه أدرك الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في مسجدهم، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وأقام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بمكة ثلاث ليال حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء.
دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفي الطريق كان الناس يتلقونه، فلا يمر بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول عندهم ويقولون: أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، ويمسكون بزمام ناقته القصواء وقد أرخى لها زمامها، فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلوا سبيلها فإنها مأمورة). ووقع ذلك مرارًا، ولا شك أنها كانت معجزة جعلها الله تعالى لنبيه تطيبًا لنفوس أصحابه ولما مر النبي صلى الله عليه وسلم بحي من بني النجار إذا جوار يضربن بالدفوف ويقلن. "يا حبذا محمد من جار نحن جوار من بني النجار" وسار الأنصار حوله حتى إذا أتى دور بني مالك بن النجار بركت الناقة في موضع المسجد النبوي اليوم، وهو يومئذ مربد (وهو الموضع الذي يجفف فيه التمر) لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لأحدهما سهل والأخر سهيل. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الناقة فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد النجاري الخزرجي رحله فوضعه في بيته، ودعته الأنصار إلى النزول عليهم فقال عليه السلام: المرء مع رحله، ونزل صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه. ونزل عليه السلام في السفل من البيت وكره أبو أيوب وأعظم أن يكون في العلو، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون في العلو ويكون هو رضي الله عنه وعياله في السفل، فقال الرسول: (يا أبا أيوب: أن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت)، وكان أبو أيوب الأنصاري عظيم الفرح بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته كثير الاعتداد والاهتمام بضيافته. يقول أبو أيوب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفل البيت وكنا فوقه في المسكن، فلقد انكسرت حب لنا فيه ماء فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفًا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء فيؤذيه، وكنا نضع له العشاء ثم نبعث إليه فإذا رد علينا فضلة تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة. وصادف إبان الهجرة أن كانت المدينة موبوءة بالحمى، فلم تمض أيام حتى مرض أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال واستوخم الصحابة جو المهجر الذي آواهم واستيقظت غرائز الحنين إلى الوطن المفقود، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء قائلاً: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها واجعلها بالجحفة). | |
|