ولما أتمت آمنة حملها على خير ما ينبغي ولدت محمد صلى الله عليه وسلم وكان حملها وميلاده طبيعيين ليس فيها ما يروى من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد، وخلت المصادر التاريخية الصحيحة كأبن هاشم والطبري والمسعودى وأبن الأثير من مثل هذه الأقاصيص.
لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال (ويزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم) وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده صلى الله عليه وسلم وهل ولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفر أو ربيع الأول وهل ولد ليلا أو نهارا، وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده.
والمشهور أنة ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563م أو 570م أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م.
وعلى هذا يمكن التوفيق بين رأي المؤرخين ورأي الباحثين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين التاسع ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبل هجرته